الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية تونسيون بالصوت والصورة مورطون في جرائم حرب مع "داعش"

نشر في  27 جوان 2014  (11:31)

 

حثّت هيومن رايتس ووتش السلطات التونسية على فتح تحقيق سريع في مزاعم متعلقة بارتكاب مقاتلين تونسيين جرائم حرب في العراق وسوريا. وافادت هيومن رايتس ان أبي حمزة المحمدي، تونسي الجنسية،  قام بنشر ثلاثة مقاطع فيديو على صفحته على موقع فيسبوك في  13 جوان 2014، قبل أن يتم إغلاقها، بالإضافة إلى صور تؤكد مشاركته في تعذيب وإعدام خمسة عناصر من حرس الحدود العراقية. كما قالت هيومن رايتس ووتش إن على تونس، بصفتها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية منذ 2011، بمطالبة سنّ تشريعات تتعلق بجرائم الحرب، ودمج النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في قانونها الوطني، واتخاذ إجراءات عاجلة لفتح تحقيقات ومحاكمة التونسيين المتورطين في انتهاكات ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية في سوريا والعراق.

 يذكر ان وزير الداخلية لطفي بن جدو قد صرح في ندوة صحفية يوم 23 جوان ان عدد الجهاديين التونسيين في سوريا بلغ 2400 مقاتل واغلبهم التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا. وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يُعتبر مقطع الفيديو الذي نُشر على موقع فيسبوك، والذي يُظهر مقاتل تونسي متورط في قتل عناصر من حرس الحدود العراقي، دعوة للسلطات التونسية كي تُسرع في فتح تحقيق ومحاكمة هذه الجرائم في العراق وسوريا.

كما يظهر في مقطع اخر التونسي أبو حمزة المحمدي، وهو يستجوب خمسة جنودا عراقيين محتجزين، ويصفعهم على وجوههم. بينما يظهر في المقطع الثاني وهو يأمر الرجال المحتجزين بالتعبير عن ولائهم لـ داعش والتنديد بـرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. ولما رفض أحد الرجال المختطفين ترديد عبارة "الدولة الإسلامية باقية"، يظهر في مقطع الفيديو أبو حمزة وهو يدفع الرجل نحو الخلف على ظهره، ويضع السلاح على حلقه، مكررا عليه نفس الطلب. ورغم أن مقطع الفيديو لا يظهر عملية الإعدام، يبرز أبو حمزة في مقطع ثالث وهو يعرض بطاقة هوية أمام الكاميرا، ويسأل بقية الاسري ما إذا كان الضحية شيعيًا. ولما أكد له الرجال ذلك، قال أبو حمزة "الحمد لله"، وذكر اسم الرجل، ثم أظهرت الكاميرا الضحية وقد أصيب بطلق ناري في وجهه.و نشر أبو حمزة في صفحته على موقع فيسبوك عديد الصور التي تظهر تسلسل الأحداث، يبدو أنه سعى من ورائها للتأكيد على أنه تم إعدام الرجال الأربعة الآخرين. ويظهر أبو حمزة في إحدى هذه الصور جالسًا وبيده سلاح كلاشنيكوف وراء الرجال المختطفين الخمسة وهم جالسون على الأرض. بينما يظهر في صورة أخرى وهو أمامهم، بعد أن تم إعدام أحدهم. كما يظهر في صورة أخرى الرجال الأربعة الآخرون وقد تم إعدامهم، والدماء تسيل على الأرض، بينما أيديهم مشدودة خلف ظهورهم.

ومع هذه الصور، نشر أبو حمزة تعليقات قال فيها: "هذه بعض صور الرافضة (كلمة مهينة للشيعة) الذين أسرناهم أثناء هجومنا على رتل عسكري "للهالكي" (في إشارة ساخرة لـ المالكي) في تل السقف في العراق". وفي 17 جوان، كتب أبو حمزة على صفحته على موقع الفيسبوك، معلقا على تقرير لـ سي أن أن حول تورطه في قتل خمسة رجال شيعة: "سي أن أن قولوا ما شئتم. المرة المقبلة سأذبح رافضة، وإذا تدخلت أمريكا في العراق أو الشام، فسأقوم بحول الله بذبح أمريكي، وسأجعله يتكلم العربية ويقول الدولة الإسلامية باقية". وفي نفس اليوم، أجرى صحفي دولي مقابلة مع أرملة أحد الضحايا. حيث قالت الأرملة إن زوجها كان أبًا لثلاثة أطفال، وإنه كان يعمل في معبر خناصر بين العراق وسوريا، وإن العائلات لم تتمكن من استلام جثث الضحايا.

وقد قام مسؤولون على موقع الفايسبوك بإغلاق صفحة أبو حمزة بتعلة انتهاك شروط الاستخدام، ولكن هيومن رايتس ووتش احتفظت بمقاطع الفيديو وبنسخة من صفحة فايسبوك في شكل وثيقة "بي دي إف".

 ورغم أن العدد الحقيقي يبقى غير معلوم، التحق عديد التونسيين بالقتال في سوريا والعراق، وانضم بعضهم إلى تنظيمات متطرفة مثل جبهة النصرة وداعش.  وقد قدّر رضا صفر، نائب وزير الداخلية، عدد التونسيين المقاتلين في سوريا بـ 1800 شخص، فيما يعتقد بعض المحللين أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك. وفي بداية فيفري الماضي، قال وزير الداخلية لطفي بن جدو إن الحكومة منعت أكثر من 8 آلاف رجل تونسي من السفر للقتال في سوريا.

 واستنادًا إلى تقارير اعلامية، قامت مجموعة انتحارية تابعة لـ داعش، ومنها مقاتل يدعى ابو انس التونسي، بمهاجمة مجمع حكومي في مدينة سمراء في مارس الفارط ، بالاضافة الى تفجير سيارات مفخخة وهجمات انتحارية في مناطق آهلة بالمدنيين، وإعدامات جماعية، وتعذيب للمحتجزين، وانتهاكات ضدّ النساء، وتنفيذ عمليات اختطاف، وتجنيد الأطفال، وتدمير أماكن دينية.